Hang tight while we fetch the video data and transcripts. This only takes a moment.
Connecting to YouTube player…
Fetching transcript data…
We’ll display the transcript, summary, and all view options as soon as everything loads.
Next steps
Loading transcript tools…
لغز اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا | BBC News عربي | YouTubeToText
YouTube Transcript: لغز اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا
Skip watching entire videos - get the full transcript, search for keywords, and copy with one click.
Share:
Video Transcript
من؟
هم
لماذا يتابعوننا؟
في آذار/مارس 2023
كنت مع فريق من بي بي سي في العاصمة الليبية طرابلس.
فجأة، قبض علينا ضباط مخابرات ليبيون
وجردونا من ملابسنا
وهددونا واستجوبونا لمدة ستة أيام.
حدث ذلك عندما كنا نحقق في قضية رجل دين لبناني بارز.
ربما يكون اختفاؤه في ليبيا
عام 1978 قد غير مسار تاريخ الشرق الأوسط بأكمله.
لم أجد أبدًا تفسيرًا مقنعًا لما حدث.
اعتقد البعض أنه قُتل
بينما ادعى آخرون أنه لا يزال على قيد الحياة
محتجزًا في مكان ما في ليبيا.
في كلتي الحالتين
لا تزال هذه القصة من عام 1978
حية إلى حد كبير
وسنصبح نحن أنفسنا جزءًا منها.
هذه قصة اختفاء الإمام موسى الصدر
الذي كان زعيم الطائفة الشيعية في لبنان.
في عام 2011
كان زميلي قاسم حمادي في ليبيا
حيث بلغته معلومات عن مشرحة سرية
هناك، وجد جثةً تشبه ملامحُها ملامحَ الإمام.
- الأمر واضح. - إعدام.
يبدو أن الرصاصة دخلت رأسه
من الخلف.
من رقبته.
هل يمكن أن يكون هذا الوجه
وجه السيد موسى الصدر؟
هل توصلنا إلى حل لغز دام محيرًا لعقود؟
كانون الثاني/يناير. ألف وتسعمئة وثمانية وستون.
شهد لبنان عاصفة ثلجية رهيبة.
اليمونة، قرية صغيرة في سهل البقاع
سحقها انهيار ثلجي مدمر
ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
كان موسى الصدر في ذلك الوقت
يعتبر زعيمًا للشيعة في لبنان.
وعندما لم تقم الحكومة اللبنانية بعمل يذكر
قرر أن يحرجهم.
إجتاز ستة كيلومترات من الانجرافات الثلجية للوصول إلى القرية المنكوبة.
اضطرت الحكومة عندها إلى الاستجابة.
اليمونة هي قريتي.
إنها المكان الذي قضيت فيه عطل الصيف عندما كنت صغيرًا.
أتذكر قصص مجيء الصدر إلى هنا
وكيف كان محبوبًا من قبل كثيرين.
هل تتذكرني؟
نعم.
مرحبًا. لم أرك منذ عصور.
كيف حالك يا حج؟
حفظك الله.
تفضل يا أخي.
أهلًا وسهلًا.
شكرًا.
هذا المرحوم والدك.
هذا هو السيد.
السيد موسى.
هل تتذكر عندما جاء السيد موسى الصدر إلى هنا،
ومشى في الثلج؟
ماذا حدث بعد ذلك؟ أخبرنا القصة.
في 16 كانون الثاني/ يناير 1968
ضرب البلدة إعصار.
دُمِّر حي بأكمله.
أحد البيوت نجت منه فتاة واحدة فقط.
في بيوت أخرى
مات جزء من العائلات ونجا جزء آخر.
تراوحت الثلوج في اليمونة
بين متر وأربعة أمتار
وستة أمتار.
قُطعت الطرق ولم تأت الحكومة أو أي أحد إلى هنا،
- تعني أن الحكومة لم تعلم أو أنها لم تهتم؟
لم تهتم أبدًا. لم يفعلوا شيئًا.
لم يرسلوا حتى مروحية.
باختصار، جاء السيد موسى إلى اليمونة.
أنزلته السيارة عند مفترق الطرق المؤدي إلى اليمونة.
لم تستطع الشاحنة الصغيرة الاقتراب أكثر.
ست كيلومترات، من التقاطع إلى البلدة، في الثلج.
أصبحت عباءته، بسبب الجليد، صلبةً كالخشب.
على الفور، خلعوا عباءاتهم وقدموها له.
تبعته، فقط لألمس عباءة الإمام وأقبل يده.
وصلت إليه وقبلت يده.
انتابني شعور عميق بأن موسى الصدر كان رجلًا عظيمًا.
زرع محبته في قلوبنا في عام 1968.
تبعه الناس عاطفيًا... عاطفيًا.
هذا الشخص الذي جاء إلى اليمونة في الثلج
جعلهم ينسون حزنهم.
انقلب حزن الناس إلى فرح.
هذا هو السيد موسى.
ولد موسى الصدر في إيران
عام 1928 لعائلة من أصل لبناني
وانتمى إلى سلالة متميزة ترقى في جذورها إلى النبي محمد.
عام ألف وتسعمئة وتسع وخمسين
ذهب الصدر إلى لبنان
لتنظيم شؤون المجتمع الشيعي،
والذي كان حينها مهمشا وفقيرًا إلى أبعد الحدود.
دعمت بعثته من قبل الشاه
بالإضافة إلى المؤسسة الدينية الإيرانية.
كان ذلك تحديًا، ناهيك عن كونه فرصة
لرجل من إيران لغتُه الأولى هي الفارسية وليست العربية.
صدر الدين الصدر هو ابن السيد موسى الصدر.
كرّس حياته كلها لمواصلة عمل والده.
أنا، حقيقة، لا أرى نفسي
خارج هذا الإطار
غير أن أكون أحد أفراد هذه العائلة
ابن الإمام
ابن هذا الخط، ابن هذا الفكر.
لكن ليس في كل المجالات
لأن الإمام كان
متعدد الأبعاد.
إلتزام الصدر بالإصلاح الاجتماعي
أكسبه كثيرًا من المريدين
مثل الدكتور حسين كنعان
الذي كان آنذاك أكاديميًا لبنانيًا يعمل في أمريكا.
كان رجلًا فذّا في التاريخ من جميع النواحي.
إن شخصية السيد كانت لها هيبتها.
هو كان، أولًا، مفكرًا كبيرًا
وثانيًا، قائدًا كبيرًا.
أطلق الصدر على حملته إسم حركة المحرومين
التي دعت إلى التمثيل النسبي للشيعة
وإلى التحرر الاجتماعي والاقتصادي للفقراء.
وجدت أن حركته هي حركة حقوق الإنسان.
حركة المحرومين.
كانت أشبه بحركة مارتن لوثر كينغ إلى حد ما.
كانت الأخرى تهتم بقضية لون البشرة
أما هذه كانت تهتم بقضايا الحقوق والحرمان.
كنا نزور الفقراء والمثقفين والعلماء.
لم نتجاهل أحدًا داخل المجتمع.
تحدث الصدر بثقة وموهبة كاريزمية نيابة عن الفقراء
سواء كانوا مسيحيين أم دروزًا أم سنةً أم شيعة.
ولكن في لبنان
لغة غير طائفية كهذه سيكون لها عواقب سياسية.
أنا من أول ما بدأت بالسعي لخدمة الناس
لم أكن أنطلق من مصدر طائفي.
أتذكر أنني أول ما بدأت في صور بنشاطاتي الدينية
كانت علاقاتي جيدة مع الطوائف الأخرى
وكنت أسعى لخدمة الفقير المسيحي في صور
كما كنت أعمل لخدمة الفقير المسلم
بعيدًا عن الطائفية.
أزعجت حملة الصدر أفرادًا من النخبة الشيعية المؤثرة،
فضلًا عن المتشددين اليساريين الراغبين في الإطاحة بالنظام.
وهناك من رأى أن همه الأول كان الدعاية لنفسه.
كان خليل الخليل آنذاك
سفير لبنان في إيران.
بعد تأسيسنا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى،
كان يريد أن تجري كل الأمور من خلاله.
هذه المسألة…
إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
كما أراه أنا
هو مظلة لكل الطائفة
وليس لرجل واحد.
ومع ذلك، كان الصدر مصممًا تصميمًا تامًا على تجنب الطائفية
حتى أنه ألقى خُطَبًا في الكنائس والأديرة.
الخطبة التي ألقاها في كنيسة الكبوشيين
قال فيها
إن الدين وُجد لخدمة الإنسان
وليس العكس
وأنه من خلال إفساد الدين
نرى هذه التصدعات تتشكل في مجتمعنا الحالي.
عندما ألقى خطبته في كنيسة الكبّوشيين
لا أعرف… إذا نظرت إلى الصورة
تظن أنه يسوع المسيح
بطلّته والصليب وراءه.
أحد المفكرين في هذا البلد
في ذلك اليوم، قال لي:
"هل ألقى صديقك خطبة في كنيسة الكبوشيين"؟
قلت: "نعم، فعل ذلك".
قال لي: "سوف يقتلونه".
كرِه كثيرون ما يمثله الصدر.
ففي منتصف السبعينيات
عندما كان لبنان بلدًا تمزقه الخصومات الدينية
كان الصدر يواجه خطرًا حقيقيًا.
أطلقوا الرصاص عليه عدة مرات.
في أحد المرات، كنت معه، وأطلقوا الرصاص علينا.
كنا في طريقنا إلى بلدة جنتا.
في طريقنا إلى هناك، أطلقوا الرصاص علينا
وفي طريق العودة من جنتا أطلقوا النار علينا مجددَا.
أعني أنه كان معرّضا للخطر
لكن لم يكن لديه حراسا أو...
في نيسان/أبريل 1975
اندلعت الحرب الأهلية في لبنان.
وفي الجنوب، حيث تعيش غالبية أتباع الإمام الصدر
تبادل المقاتلون الفلسطينيون مع إسرائيل
نيران المدفعية عبر الحدود.
وعلى الرغم من التزام الصدر بالسلام
أنشأ جناحًا مسلحًا لحركته السياسية
حركة أمل
للدفاع عن الجنوب في وجه الهجمات الإسرائيلية.
وضمت صفوف أمل ثوارًا من إيران دعموا الصدر.
لكن لبنان أصبح أيضًا موطنًا للإسلاميين المتطرفين
الذين رأوا فيه تهديدًا لخططهم للاستيلاء على السلطة في إيران.
أرش ريسينجاد
هو أكاديمي إيراني تتبّع أنشطة هؤلاء الثوار.
اختار الثوار الإيرانيون بيروت كمركز ثوري لهم.
جميعهم تقريبًا
كانت لهم علاقة سلبية ومضطربة مع موسى الصدر.
ومع ذلك كان الصدر معروفًا بدبلوماسيته.
حافظ على علاقات مع القادة الإقليميين
من أجل كسب الدعم لقضيته.
على هذه الخلفية
قام برحلته المصيرية إلى ليبيا في آب/أغسطس 1978
رحلةٌ لم يعد منها أبدًا.
ما حدث له هناك بقي لغزًا.
كانت الصحافة المستقلة معدومة في ليبيا القذافي.
لكن في عام 2011، عندما ثار الناس ضده
انفتحت كوة في ذلك الجدار.
سألتقي قاسم حمادي
وهو صحفي استقصائي لبناني سويدي.
كان واحدًا من القلائل الذين غطوا الثورة من داخل ليبيا.
ليبيا كانت دولة مغلقة للصحفيين.
لم يكن أحد يعرف حتى أسماء الوزراء.
كنا نعرف اسم معمر القذافي
وبعض الأحداث مثل "لوكربي"، أطفال مرض الإيدز
وقصة موسى الصدر.
يأتينا خبر من المعارضين هناك
أن أحد الوزراء سيأتي
ويريد إعلان استقالته.
هذا الشخص هو مصطفى عبد الجليل
وزير العدل الليبي.
قلت له: "هناك موضوع آخر أريد سؤالك عنه
هو موضوع الإمام الصدر".
أجوبته أقنعتني أكثر
لأنه أجابني مباشرة دون أن يفكر بالأمر.
معلوماتي الشخصية، ومعلوماتي المؤكدة
هي أنهم عملوا إجراءات ليثبتوا أنه سافر إلى إيطاليا.
لكنه لم يسافر.
كانت السلطات الليبية قد لفقت قصة
مفادها أن الصدر غادر البلاد.
ثم يصرح وزير العدل الليبي بالخبر الصادم.
في اليوم الثاني أو الثالث
زوّروا أوراقه، أنه سافر إلى إيطاليا
وقتلوه في داخل السجون الليبية.
هل كان القذافي على علم بكل شاردة وواردة؟
القذافي هو الأول والأخير في كل القرارات.
قال الوزير السابق مصطفى عبد الجليل
إن الصدر قد قتل بناء على أوامر القذافي.
لكن قاسم يخبرني بعدها بشيء مدهش آخر.
ويغير هذا مسار تحقيقي بالكامل.
أحد مصادري الميدانية قال لي
أنه عثر على مشرحة تحتوي على جثث
وبعد أن أجرى مختص فحصًا عليها
أكد أن عمرها أكثر من ثلاثين عامًا.
وذكر أنه سمع بعض المعلومات
عن أن جثمان موسى الصدر قد يكون من بينها.
ذهبت إلى هناك في المساء، قبل الغروب بقليل.
غرفة مقفلة. كانوا قد وضعوا حارسا عليها.
أَدخل أحد العاملين قاسم إلى المشرحة
وفيها صور قاسم محادثتهما.
لم نكن نعرف من كان في داخلها.
هل راودتكم الشكوك؟
كنا نشك بوجود أحد ما هنا
لكن لم نعرف من بالتحديد.
حُكي أن موسى الصدر قد يكون من بينهم.
هل سمعت هذا الخبر؟
الأشخاص الذين كانوا ينظرون في هذه الأدراج
قالوا إن جسده قد يكون في أحدها،
لكن لا أحد يعرف.
هل رأيت إذا كان موسى الصدر
أنا لا أعرف شكله، بصراحة.
موسى الصدر!
لا أعرفه.
أنت لا تعرف وجهه؟
لا أعرفه. صراحة.
حسنًا. هل يمكننا إلقاء نظرة؟
بالتأكيد، تفضل.
هل يمكن تمييز ملامح الوجوه؟
بعض الوجوه، نعم. لكن البعض الآخر
بعد كل هذه السنوات، لا يمكن ذلك.
هل هناك من لديه لحية؟
البعض لديهم لحى.
هل تعرف أين أصحاب اللحى؟
نعم.
كم عددهم؟
لا أذكر بصراحة
لكن يمكنك أن تلقي نظرة، لا مشكلة.
تعال والقِ نظرة.
كان الصدر طويل القامة بشكل غير اعتيادي
وكذلك كانت إحدى الجثث.
التقط قاسم صورة.
صدمني شيئان على الفور.
الملامح واللون والشعر
وثانيًا
أن الجثة كانت قد أعدمت.
يبدو هنا وكأنه أصيب برصاصة من الخلف؟
على الأرجح إعدام
الرصاصة دخلت من الخلف، من رقبته.
رصاصة واحدة
وهذا يعني الإعدام.
لماذا يحتفظ المرء لأكثر من 30 عامًا بجثة
ما لم يكن لها أهمية؟
كانت قصة غير عادية.
مصادر سرية
ومشرحة مخفية
وجثة عمرها ثلاثون عامًا.
لكنني كنت متشككًا.
كانت هذه الصورة كل ما لدينا لإكمال التحقيق.
مل فريق في جامعة برادفورد البريطانية
على تطوير خوارزمية فريدة من نوعها.
يطلق عليها اسم ديپ فايس ريكوغنيشين
أو التعرف العميق على الوجه
وتقوم بتحديد أوجه التشابه المعقدة بين الصور الفوتوغرافية.
اختبرت على ملايين الصور وأثبتت أنها موثوقة للغاية
واستخدمت في العديد من التحقيقات الدولية.
يقود هذا الفريق البروفيسور حسن أوغيل.
مرحبًا. كيف حالك؟
أنا سعيد بمقابلتك.
صممت الخوارزمية للتعرف على الأشخاص من صور غير كاملة
مثل تلك التي أخذها قاسم في المشرحة.
هذه إحدى الصور
وتلك واحدة أخرى.
ستكون الصورة على الكمبيوتر ذات نوعية أفضل.
هذه مطبوعة على ورقة.
هكذا يبدو الآن؟
نعم.
حسنًا، يمكننا المحاولة رغم أنني
لا أريد أن أعد بشيء لأن الأمر يبدو لي
صعبًا للغاية.
دعنا نذهب إلى مختبري حيث يمكننا المحاولة.
تقوم الخوارزمية على تقييم صورتين
لمعرفة ما إذا كانتا لنفس الشخص.
سيقوم البروفيسور أوغيل بمقارنة الصورة من المشرحة
بأربع صور معروفة للصدر.
كلما ارتفعت النتيجة على المقياس
زاد احتمال أن تكون الصورةُ لنفس الشخص
أو لأحد أفراد أسرته المقربين.
وفقًا للبروفيسور أوغيل
إذا كانت النتيجة أقل من خمسين
فمن غير المرجح وجود صلة قربى بين الشخصين.
وإذا كانت بين الستين والسبعين
يعني ذلك أن الصورتين إما لنفس الشخص أو لقريبين.
سبعون أو أكثر
يعني تطابقًا كاملًا لهُوية صاحب الصورتين.
في وجه الإنسان
ينظر الكمبيوتر إلى أبعاد مختلفة للوجه.
إنه ينظر إلى اللون
والبنية
والأشكال المختلفة للوجه.
إذًا لديك العينان والأنف والجبهة وما إلى ذلك
وهذه النِّسَب
وسيقوم بإنتاج عدد مما نسميه الميزات
وهي قيم رقمية.
ويمكنه إنتاج الآلاف من هذه الأرقام.
وما يفعله هو مقارنة هذه الآلاف من الأرقام
من وجه إلى آخر.
إذًا ما سأفعله هو أنني سأقارن
هذه الصورة
بكل الصور التي نعرف أنها له.
حسنًا؟ لنرَ النتيجة.
حسنًا، ما حصلنا عليه هنا هو
58
إنها في الستينات.
بالنظر إلى حالة الصورة، هذه ليست أرقامًا سيئة.
بعض ملامح الوجه مفقودة في صورة المشرحة
لذلك هي ليست مثالية.
ومع ذلك، سجلت نتائج عالية
مقارنة بجميع الصور الأربع لموسى الصدر.
نتيجة في الستينات تعني أنهما...
إما شقيقان
أو قريبان من نفس الأسرة، مثلًا.
إذًا هناك احتمال كبير
أن يكون هو.
- هذا مدهش! - نعم.
لاختبار هذا الاستنتاج
يقارن البروفيسور صورتنا
بصور لمئة رجل من الشرق الأوسط.
لا يربط أي منها صلة قرابة بالصدر
لكن جميعها تشبهه بطريقة أو بأخرى.
يقارن بعدها صورة المشرحة بصور أفراد عائلة الصدر.
تسجل صور العائلة نتائج أعلى بكثير
من الوجوه المئة التي اختيرت عشوائيًا.
لكن أفضل النتائج هي تلك التي حصلت عليها
وصور موسى الصدر فقط.
إذًا أنت تقول إن هذه أرقام لا ينبغي تجاهلها.
قطعًا.
وما مدى ثقتك في الخوارزمية الخاصة بك؟
أنا واثق جدًا.
اختُبرت الخوارزمية على ملايين وملايين الصور.
وتم تدريبها على ملايين الصور.
عام ألفين وأحد عشر
عندما كان قاسم في ليبيا
وجد بلدًا في حالة من الفوضى
كما تظهر بوضوح اللقطات التي صورها.
إذا كان قد اكتشف فعلًا جثة الصدر
وجب علينا نحن أيضًا الذهاب إلى ليبيا.
كيف كان الوضع هنا؟
عند وصولنا، على مشارف طرابلس، من الجهة الغربية
كانت قوات القذافي لا تزال تسيطر على كل طرابلس.
ثم دخلت المجموعات المسلحة
وسيطرت على جزء من طرابلس.
الأشخاص المقربون من الصدر
كانوا قد حذروه من قبول دعوة العقيد القذافي.
ومع ذلك
في 25 آب/أغسطس 1978
ركب الطائرة إلى طرابلس
يرافقه كبير معاونيه الشيخ محمد يعقوب
والصحفي عباس بدر الدين.
ويقول شهود عيان إن الصدر عومل بفظاظة فور وصوله.
في فندقه، مُنع من إجراء مكالمات دولية.
وتصاعد إحباطه مع تأجيل القذافي لاجتماعهما مرارًا.
بدأ الفندق من هنا، وانتهى هناك.
إذا شاهدت الصورة عند هدمه
ترى أنه كان طويلًا جدًا.
نعم. ظل الفندق قائمًا حتى عام 2007.
ولكن بالطبع، المسألة المهمة التي يجب معرفتها عن هذا الفندق
هي أن هذا هو المكان الذي كانوا ينتظرون فيه المواعيد مع القذافي.
الإمام الصدر وصل في 25 آب/أغسطس 1978
وبقي حتى 31.
لمدة ستة أيام، لم يتمكن من مقابلة القذافي.
كان ينتظر موعده
حين حصل آخرون على مواعيدهم.
مع أنه كان من بينهم لبنانيين ليسوا بذات أهميته.
صحيح تمامًا.
كان يشعر أن العقيد القذافي لم يكن يريد مقابلته.
وكان لديه التزام بالذهاب إلى أوروبا.
لكنهم لم يسمحوا له بالمغادرة
ولم يسمحوا له بلقاء العقيد.
فهل كان يشعر بالخوف من أن شيئا كان يُحضّر له؟
في الساعة الواحدة والنصف
من مساء يوم 31 آب/أغسطس
وبعد ستة أيام من الانتظار
شوهد الصدر وهو يستقل سيارة حكومية من الفندق.
كل التقارير المؤكدة عنه وعن رفيقيه تنتهي عند هذه النقطة.
ليس معروفًا للعامة ما إذا كان الصدر قد التقى القذافي في نهاية المطاف.
حتى الآن...
لأن قاسم اكتشف أن الصدر التقى بعدها
بالعقيد في مسجد في طرابلس.
كان هذا هو المسجد الرسمي
للضيوف الأجانب المسلمين المدعوين من قبل القذافي.
السلام عليكم.
عام 2011
وجد قاسم شخصين كانا في المسجد في ذلك اليوم.
كلاهما أخبره الرواية ذاتها.
كانت هذه آخر مرة يشاهده فيها الناس
والجيد في ذلك أن
الشهود لم يقولوا إنهم رأوه فحسب
بل يذكرون التفاصيل
تفاصيل الخلاف حول الآية وتفسيرها
وتفاصيل حول ما قال القذافي وردة فعله.
وصف الشهود محاولة القذافي لإعادة صياغة آية في القرآن
والخلاف الذي أعقب ذلك.
لنفترض أنني أقف الآن حيث كان يقف القذافي
والإمام كان جالسًا.
إذًا كانا قريبين من بعضهما البعض.
نعم.
ألقى خطابه للناس.
في الصف الأول جلس الإمام
وربما بعض مرافقي القذافي؟
الإمام ورفيقيه
الشيخ يعقوب والصحفي بدر الدين.
كانوا معه هنا في المسجد.
هل رآهم الشهود؟
رأوهم.
كان رد الإمام على القذافي وجهًا لوجه.
عندما اعترض، أوقف القذافي خطابه
فانتفض حراسه الشخصيون وأرادوا مهاجمة الإمام.
لم ينطق القذافي بكلمة. اكتفى بالإشارة بيده هكذا.
كأنه يقول: اجلسوا، اهدؤوا. بهذا المعنى.
ثم افترقوا وغادروا في موكبين مختلفين.
غادر القذافي وجماعته في موكب
والموكب الثاني، وهو موكب رسمي بالطبع
ضم الإمام ورفيقيه، واختفوا بعد ذلك.
لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض
لكنهم يروون ذات القصة تقريبًا والتفاصيل ذاتها
عن الخلاف الذي حصل حول السورة
أو الآية التي تحدث عنها القذافي.
تعقبنا الشخص الذي قدم قاسم إلى الشهود.
السلام عليكم.
أخبرنا بما حدث لهم.
من أجل سلامته
اخترنا عدم عرض المقابلة معه.
إذًا ماذا قال عما حصل للشاهدين
الذين أردنا التحدث إليهما؟
قال أن كلاهما توفيا.
المهم فيما قاله هو أنه...
لا يزال يتذكر التفاصيل التي ذكرها الشهود
وهي تفاصيل الخلاف حول الآية القرآنية
ورد فعل القذافي عندما قال له الصدر
إن هذا كلام حرام
وكيف تعامل معه مرافقي القذافي
وأخيرًا كيف غادروا المسجد.
وذهبوا بسيارتين.
وفدان مختلفان.
إذًا، هو أكد هذه الرواية.
لأن المرة الأخيرة التي رآه فيها الناس
في مكان عام كانت في مجسد مولاي محمد.
سيرًا على الأقدام
يستغرق الوصول إلى المستشفى دقيقتين أو ثلاث
حيث كان يوجد براد سري لم يكن يعرف عنه أحد
ويحتوي على 17 جثة عمرها على الأقل
عشرين أو ثلاثين سنة.
ومن بين الـ 17 جثة شخص واحد فقط
طويل
لديه مواصفات تشبه مواصفات الإمام.
والتي أرسلناها لاحقًا إلى المختبر في إنجلترا
حيث حللوا الصورة.
إنه موضوع شيق.
حتى مسرح الجريمة مثير للإهتمام.
المشرحة موجودة هنا
في مكان ما وسط طرابلس
ولكن حتى لو وجدناها
فإننا لا نعرف ما إذا كانت الجثة لا تزال هناك.
سمعنا أن الجثة حُفظت
لأن القذافي كان يعتقد أنه إذا لم يُدفن الشخص
فإن روحه لن تذهب إلى الجنة.
لكن رحلتنا على وشك أن تواجه صعوبات.
من؟
هم.
لماذا يلاحقوننا بهذا الشكل؟
كنا نعلم أننا تحت المراقبة منذ وصولنا إلى ليبيا
وأننا نلاحق في كل مكان.
كان علينا أن نكون حذرين.
هذه هي.
دخلت الغرفة على اليمين.
هذا هو المبنى، خلفك.
إنه المبنى الصحيح، لكنه لم يعد مشرحة.
كان هذا آخر شيء تمكنا من تصويره.
بعد فترة وجيزة
قيل لنا إن تصاريح التصوير الخاصة بنا قد ألغيت.
في اليوم التالي
قبضت علينا مجموعة من الرجال المجهولين.
علمنا فيما بعد أنهم ضباط مخابرات.
وذلك من دون تفسير
رغم أنه كان لدينا إذن بالتصوير في ليبيا.
صادروا معداتنا.
أخذونا إلى سجن سري
حيث احتجزونا في محابس انفرادية
واتهمونا بالتجسس.
عصبت أعيننا
واستجوبنا مرارًا
وقيل لنا إنه لا أحد يستطيع مساعدتنا.
هددنا آسرونا بالبقاء حيث نحن لعقود.
أمضينا ستة أيام مروعة في الاحتجاز.
وبعد ضغوط من بي بي سي وتدخل دبلوماسي
أُطلق سراحنا ورحلنا من ليبيا.
بعد مرور عام
يجتمع الفريق الأساسي مرة أخرى في لندن.
أنا، وقاسم
والمصور نامق خوشناو
والمخرج توم روبرتس.
نتشارك تجاربنا مع السجن والاستجواب.
تعيد فنانة تصوير وجوه سجانينا.
آخر شيء خطر في ذهني هو أن ...
تأخذنا المخابرات، أو الحكومة.
وأنا كنت في مكتب النائب العام ...
نعم
في انتظار موعد.
كنا هناك نطلب موعدًا رسميًا
مع أحد السياسيين البارزين في البلاد.
خلال الأيام الستة
في كل استجواب، سألوني:
"من هي مصادرك في ليبيا؟"
"من مدّك بمعلومات عن الصدر، وعن المسجد؟"
وعن المشرحة؟"
الشيء المثير للاهتمام في استجواباتنا
هو أننا حصلنا أيضًا على معلومات منهم.
كانوا يدافعون عن نظام القذافي، فتساءلت
هذه الحكومة الجديدة، فلماذا ...
يدافعون عن القذافي؟
لم يكونوا شبابًا.
كانت أعمارهم تفوق ...
الخامسة والأربعين أو الخمسين
أو حتى الخامسة والخمسين...
- أو حتى الستين. - حتى الستين.
في اليوم الأخير
وضعوني في سيارة وحدي مع سائق.
حاول هذا السائق أن يكون لطيفًا معي.
سألني: "هل زرت ليبيا من قبل؟"
قلت: "نعم، زرت ليبيا عدة مرات من قبل".
"غطّيت الثورة هنا".
قال: "آه، نحن لا نقول ثورة
لأننا كنا على الجانب الآخر.
نحن ضد الثورة".
فقلت: "آه. إذًا أنت ...
تنتمي إلى النظام القديم؟"
قال: "نعم، نعم، نحن كذلك... لقد عدنا".
أخبرنا من كانوا يحققون معنا
أنهم يعرفون عن المشرحة السرية.
قالوا إن الموظفين الذين التقى بهم قاسم قد ماتوا.
ربما هم يعرفون مكان الجثة أيضًا.
دفعنا ثمنًا باهظًا في سبيل هذا التحقيق.
كنا في حاجة إلى الوقت للتعافي
ولوضع تلك التجربة في إطارها الصحيح.
أزعجنا الشعور بأننا أصبحنا جزءًا من القصة.
هل اقتربنا كثيرًا من الحقيقة؟
بعض الأشخاص اعتبروا
منذ فترة طويلة أن الصدر قد قتل
حتى وإن لم يتحدثوا عن ذلك علنًا.
هذه هي المرة الأولى التي أذكرها
أم صدري
زوجة السيد موسى الصدر
طلبت مني الذهاب إلى أمريكا
في ذات الأسبوع الذي اختفى فيه الإمام.
ذهبت إلى وزارة الخارجية وسألتهم.
قالوا لي: "تلقينا تقريرًا يفيد بأنهم قتلوهم.
سنؤكد ذلك بعد لقائنا غدًا. عد إلينا غدًا".
عدتُ في اليوم التالي. قالوا، ليس لدينا أي معلومات.
أنكروا ما أخبروني به.
عدت وأخبرتها أنهم لا يعرفون ما حدث.
لكن منذ ذلك الحين، أنا ...
كان تصريحهم الأول أنهم قتلوهم.
وهذه هي الحقيقة.
أُبلِغ والد السفير السابق خليل الخليل
بما حدث للصدر.
بعد اختفاء السيد موسى
زار أبو إياد، من منظمة التحرير الفلسطينية، والدي وتناولا الغداء
وقال له: "العوض بسلامتك".
ما يعني أن الفلسطينيين
بعد أربعة أو خمسة أيام
كانوا على علم بوفاة السيد موسى.
عندها، نقل والدي الخبر إلى الشيخ عبد الأمير قبلان
نائب السيد موسى في المجلس.
ولكنهم سرعان ما تجاهلوا الموضوع
وظلوا يرددون أنه غُيِّب.
أندرو كوبر مؤرخ وكاتب لسيرة شاه إيران.
تشمل مصادره برفيز سابتي
المدير السابق لمكافحة التجسس في السافاك
الشرطة السرية لنظام الشاه.
هذا ما قيل لثابتي.
"أمر القذافي رجاله بأخذ موسى الصدر لإجراء استجواب معه.
أثناء الاستجواب، أصيب بجلطة دماغية.
قُتل الآخران.
ماتا على الفور.
ربما لم تكن إذا رصاصة هي التي قتلت الصدر.
كنا قد سمعنا من مصادر استخباراتية أنه أثناء الاستجواب
تلقى الصدر ضربة قاسية على الرأس
وهي إصابة يمكن أن تسبب جلطة دماغية.
حصلنا على مزيد من الأدلة.
كان قاسم في إيران مؤخرًا في رحلة عمل
وسمع عن شخص غامض
كان الصلة الرسمية بين الخميني ومنظمة التحرير الفلسطينية
وعلى علاقةٍ وثيقة بالقذافي.
جلال الدين الفارسي
تدرب على فنون حرب العصابات في لبنان
ونما لديه نفور من الصدر.
انتزع قاسم مقابلة معه.
لم تحبه؟
لم أحبه.
لم تعجب بآرائه؟
لا، لا، كان لا يجيد ...
قراءة القرآن.
كان يقول إن المسلمين وغير المسلمين
يجب أن يكونوا أمة واحدة.
أعني أن بعض أقواله كانت مخالفة للقرآن.
- إذًا لم تتفق معه؟ - لا.
لكنك لم تقابله؟ هل قابلته؟
تحدثت معه وتعرفت على آرائه وصرت أعرفه.
قتله القذافي.
هل تعتقد أن القذافي قتله؟
نعم.
هل تعتقد ذلك؟
أنا متأكد من ذلك.
وكان الفارسي أكثر صراحة
في مقابلةٍ مع موقع حكومي إيراني.
انظر هنا.
هذا باللغة الفارسية وقد ترجمناه إلى الإنجليزية.
يقول:
"كان يجب أن يقتل الصدر بسبب معتقداته.
لكن القذافي قتله.
عندما دعي الصدر إلى ليبيا، ذهب.
كنت هناك في ليبيا مع معارفي الشخصية
وعرفت كل التفاصيل.
في النهاية، قتلوه.
هل من الممكن أنه كان في ليبيا
عندما وقع الحدث؟
ما يقوله هنا مهم جدًا جدًا.
علمنا لاحقًا أن الفارسي
كان بالفعل في طرابلس في ذات الوقت
الذي كان فيه الصدر هناك.
طهران.
صيف 1978.
قبل اختفاء الصدر بوقت قصير
كانت الانتفاضة الإيرانية قد بلغت ذروتها.
كان أنصار الخميني، المعتدلون منهم والمتطرفون
واثقين من أنهم سيستولون على السلطة.
لم يكن الصدر متشددًا
لكنه هو أيضًا أراد إسقاط الشاه.
لم أسمع منه يومًا من الأيام
إلا بالانتقاد والشتيمة للشاه.
وكان يقول إن شاه إيران سوف يخلع
وإذا وفقنا الله بالوصول إلى السلطة
سوف أجعل لبنان جوهرة تساوي أكثر من مئة سويسرا.
- السلطة في إيران؟
في إيران.
أقول هذا لأنني أعرف السيد.
كان مهتمًا جدًا بالقضية الإيرانية
وكان يود أن يكون الفاعل الرئيسي
باسم الثورة في إيران.
كانت للصدر علاقة طويلة ومضطربة مع الشاه.
وفي أوائل صيف 1978
كتب له الصدر رسالة اطلع عليها جهاز السافاك.
تصل هذه الرسالة من موسى الصدر.
العماد نصيري، رئيس السافاك
يدعو السفير اللبناني لتناول الغداء.
أخرجني إلى الحديقة وقال لي:
"خليل، وصلتني رسالة من موسى الصدر
وهو يطلب اللقاء معنا.
ما عرضه على الشاه كان:
"سأساعدكم على تغيير سياساتكم، وتغيير نظامكم
بطريقة تعكس الإسلام بشكل أفضل لكنها في الواقع سوف ...
تستنزف المعارضة من المتطرفين
من جماعة الخميني.
بقدر ما فهمته من الرسالة
كان يطلب اجتماعًا وتعاونًا مستقبليًّا.
فقلت له: "أين المشكلة إذًا؟"
وحسب المعلومات التي كانت لدي آنذاك
تعيّن موعد بين الإيرانيين والسيد موسى
في السابع من أيلول/سبتمبر في ألمانيا
لبحث سبل التعاون الممكنة بينهما.
كوبر لديه أيضًا أدلة
على أن كبار مسؤولي السافاك
كانوا يأملون في إنقاذ أنفسهم
من خلال تقديم معلومات للثوار الإيرانيين.
هل من الممكن أن تكون رسالة الصدر
إلى الشاه قد سربت إليهم؟
شخص ما أفشى بتلك المعلومات.
هذا هو استنتاجي كباحث.
اجتماع ألمانيا لم يعقد أبدًا.
وبحلول ذلك الموعد
كان قد مضى أسبوع على اختفاء الصدر.
أو ربما قد مات.
اثنان من مصادري
أحدهما ثاني وزير خارجية إيراني بعد الثورة،
قالا لي إن الفارسي كان له دور حاسم في قتل موسى الصدر.
يبدو أن الفارسي دفع الفدائيين الفلسطينيين
لإقناع معمر القذافي بقتل الصدر.
قد لا نعرف أبدًا بالتحديد من شجع القذافي
على قتل الصدر، ولماذا.
اعترضت منظمة التحرير الفلسطينية على تدخله في جنوب لبنان
في حين أن أنصار الخميني المتشددين
لم يريدوه أن يدفع الثورة في اتجاه معتدل.
استفادت كلتا المجموعتين من تنحيته.
يعتقد كثيرون أن اختفاءه
ربما غير مجرى تاريخ الشرق الأوسط بأكمله.
بالتأكيد، لو بقي السيد موسى على قيد الحياة
لكان قد وصل إلى السلطة في إيران وتغير كل شيء.
أظن أنه كان سيكون لديك صوت قوي للاعتدال
يقدم توازنًا وبديلًا
للراديكالية والتطرف
اللذين ملآ الفراغ الذي خلّفه غيابه.
حان وقت العودة إلى لبنان.
هذا هو المهرجان السنوي الذي تنظمه حركة أمل
التي أسسها الإمام الصدر في السبعينيات.
هي اليوم حزب قوي للبنانيين الشيعة
وفي كل عام
يدعو قادته إلى عودة الإمام.
هم يرفضون قبول احتمال أن يكون ميتًا.
لو أنه ما زال على قيد الحياة
لكان عمره سبعة وتسعين عاما.
يعرِض نبيه بري، زعيم حركة أمل
ورئيس مجلس النواب اللبناني
وجهة نظر حزبه.
كافة اللقاءات والتحقيقات التي أجريت
إنما على العكس ثمة ما يمكن تأكيده
أن الإمام الصدر ورفيقيه وحتى فترة وجيزة
قبل سقوط النظام الليبي
كانوا ينتقلون إلى أقبية السجون الليبية.
تقول حركة أمل إنه لا يوجد دليل مادي على مقتل الصدر
علمًا أن قاسم قدم لهم أدلة قد تكون مقنعة.
عام 2011
تمكن من أخذ عينة من الحمض النووي
من الجثة في المشرحة السرية.
أي تطابق مع أحد أفراد عائلة الصدر
من شأنه أن يثبت بما لا يدع مجالًا للشك
ما إذا كانت الجثة جثة السيد موسى الصدر.
أعطى قاسم ملف الأدلة لبعض كبار المسؤولين في مكتب الرئيس بري
لكنه لم يتلق ردًا رسميًا.
عين القاضي حسن الشامي
من قبل الحكومة للتحقيق في اختفاء الصدر.
صباح الخير.
كيف حالك حضرة القاضي؟
لعله يعرف ما حدث للحمض النووي.
قاسم حمادة، أجل.
قاسم حمادة.
كيف حالك؟ كل شيء على ما يرام؟
شكلك مختلف قليلًا.
أنت عزيز على قلبي.
لا تقول إني أبدو أكبر سنًا.
حفظك الله. تفضلوا.
عندما عدت من ليبيا
وتقابلنا قبل سبع سنوات
وسألتني عن الملف
أخبرتك أن جزءًا منه كان مع جهة رسمية.
هل استلمت أي جزء منه من هذه الجهة الرسمية؟
لا. سألتني عن هذا الموضوع
وأخبرتك أنني لم أحصل على شيء. أبدًا.
ولا حتى خصلة شعر أو حمض نووي؟
- أبدًا.
سألت عن الملف وقيل لي أنه غير موجود
وربما فقد لسبب تقني.
وأعتقد أنه عندما التقينا منذ سنوات
طلبت منك نسخة أخرى عن الملف.
هل يهمك هذا الموضوع؟
مئة بالمئة. يهمني جدًا.
أنت كقاضي
وأتابعه حتى النهاية، وأعطيك النتيجة.
ألا تعتقد
حضرة القاضي
أن فقدان هكذا ملف
بظروف غامضة، إهمال؟
يفقد؟ لا أعلم ما
أو يختفي، أي لا يعثروا عليه.
لا. لا أعرف من تقصد وما تقصده.
لا أقصد أحد. أعني الملف ...
لا أعلم.
نحن في طريقنا للقاء حسن يعقوب
ابن الشيخ يعقوب، رفيق الصدر
الذي اختفى في ليبيا مع الإمام
هو والصحفي عباس بدر الدين.
يحقق يعقوب في اختفاء والده منذ سنوات عديدة
ويكافح لإبقاء القضية في متناول الرأي العام.
كأننا نسير وحدنا
لا ناصر لنا ولا معين إلّا الله سبحانه وتعالى.
في لبنان، كما في ليبيا
قد يكون من الخطر السعي وراء حقيقة ما حدث للصدر.
كنت في العاشرة من عمري عندما اختفوا.
بعد كل هذه السنوات الطويلة
اتضح أن لهذه القضية متآمرين كثر.
والمتآمرون ليسوا فقط من هم بعيدون
بل حتى من هم على مقربة منا كثيرًا.
لكن الصدمة الكبرى
كانت عندما اكتشفنا أننا لسنا فقط وحدنا من يسعى وراء معرفة الحقيقة
بل هناك أيضا عوائق تواجه كل من يعمل على هذه القضية.
والأسوأ من ذلك، أن أحدهم قد يهاجمك
ليس بشكل باطني، بل بشكل ظاهري
إذا كنت فعلًا تقوم بعمل جدي ومباشر.
كنا قد وعدنا عائلة الصدر
بأن نعرض عليها تحليل البروفيسور أوغيل للصورة
لكنني قلق بشأن رد فعلها.
توقعنا وجود عدد من أفراد العائلة
لكن لم يحضر إلا ابنه صدر الدين.
القاضي الشامي موجود هنا أيضًا
وكذلك رجل يدعى الحاج سميح هيدوس.
قدم كمستشار للعائلة وخبير في اختفاء الصدر.
علمنا لاحقا أنه أيضًا عضو في قيادة أمل.
أولًا، نعرض عليهم ما كشفته الخوارزمية
عن الصورة التي أخذت في المشرحة.
"وبالنظر إلى محدودية صورة البراد
فهي نتيجة مدهشة".
هذا كل شيء. من يرغب بالبدء؟
سيد، لندع حضرة القاضي يهتم بهذا الموضوع
إلا إذا كان لديك تعليق ما، سيد.
لا. هل تسمح لي، سيد؟
أنا …
لم يكن لدي أي انطباع.
حتى عاطفيًا, لم يعني لي شيئًا.
حسنًا.
أضم صوتي أيضًا إلى صوت القاضي حسن.
أشكركم على عملكم.
مررنا بالكثير من هذه القصص والحكايات
وأكثر من نقطة في الفيلم تثبت لي
أن الأمر لا علاقة لنا به.
يقول صدر الدين إنه لا يعتقد أن النتائج تثبت أن الجثة جثة والده.
هل يمكنك إخباري ما هي هذه النقاط؟ لأنها تفيدنا وتفيد الفيلم.
المظهر واضح، وموضوع الشعر أيضًا واضح.
وكل هذا يتناقض مع المعلومات
التي لدينا بعد هذا التاريخ.
صدر الدين غير مقتنع.
عندها، تأخذ المحادثة منعطفًا مفاجئًا.
سؤالي المباشر للأستاذ قاسم:
من اطّلع على هذا المسعى؟
أو قبل ذلك، من كلّفك بهذا المسعى
إذا كنت قد كلفت به؟
هذا بالنسبة لي يطرح تساؤلًا كبيرًا
وبالإذن من إيجابيّتكم
وبعدها عاتبوني
أنا لدي شعور
أن هناك ما هو سلبي في هذا الموضوع
وأن هناك جهة تستغل الأستاذ قاسم
دون علمه.
لا، لا، لا.
ليس بي بي سي.
لا، لا.
سوف يجيبك.
هناك جهة تستغل الأستاذ قاسم
لا، لا، أرجوك، أنا لا أسمح بذلك. أنا صحفي.
اهدأ. قل ما تريده.
دعه يخبرك.
سوف يجيبني. هناك جهة...
أنا قلت: دون علمه. انتبه.
هناك جهة استغلت الأستاذ قاسم
ورأت أنه من المناسب أن يطرح هذا الأمر عبر قناة محترمة
بكل تأكيد.
دعني أجيب.
حقيقة، هذا الأمر مستغرب جدًا جدًا
نحن وضعنا حياتنا على المحك.
وهذا سيحملك المسؤولية في المستقبل إذا حدث أي خطأ.
دعني أتكلم.
خاصة إذا أعلن هذا دون أن يؤخذ رأينا بالاعتبار.
أنت تطلق علي اتهامات غير منطقية وغير صحيحة.
نحن هدفنا الوصول إلى الحقيقة، وليس تشويهها.
حصلنا على معلومات
وللتحقق منها عدنا إلى ليبيا عام 2023.
لذا أرفض رد فعلك يا حاج، لأنك لا تعرفني
ولا يمكنك أن تطلق علي تهمة أن هناك من قام باستغلالي.
لأنك تتحدث تمامًا بالطريقة ذاتها التي استخدمها معنا الليبيون.
أجل، كما تعامل معنا الليبيون.
كما تحدث معنا الليبيون.
الليبيون عندما اختطفونا، قالوا لنا الكلام ذاته:
"أنتم تعملون لصالح أجهزة مخابرات..."
ماذا تريدون؟ "قالوا إني عملت مع أجهزة مخابرات سويدية،
وبريطانية، وإسرائيلية، وحزب الله
والمخابرات اللبنانية، والسورية، والإيرانية".
في النهاية قلت لهم: "حددوا..."
سيدي القاضي، أود أن أشكرك على النقطة التي أثرتها.
هذه أول مرة أسمع فيها ذلك من جهة رسمية
وهي أن نتائج الاختبار ستؤخذ في الاعتبار.
هل مكان الجثة لم يعد معروفًا.
لكن الدولة اللبنانية يمكنها أن تسأل الليبيين.
ويمكنكم إجراء فحص الحمض النووي لمعرفة الحقيقة.
نحن نتمنى.
لكنني أحتاج إلى معلومة.
لكن قاسم كان قد زود مكتب الرئيس بري بملف
يحتوي على صورة المشرحة وعينة من الحمض النووي.
توقعنا أن أدلة بهذه الأهمية كان يجب أن تحفظ بعناية.
كان متآمرون يحيطون ويتقربون من الإمام في أيامه.
نحن أنفسنا واجهنا مقاومة كبيرة
عندما حاولنا كشف حقيقة اختفائه.
لكن بالرغم من كل العقبات
نحن نعرف الآن الكثير عما حدث.
نعلم بشكل شبه مؤكد أنه قتل
وربما نكون قد عثرنا على جثته.
لكن إلى أن تبدي السلطات الليبية وقيادة حركة أمل الإرادة لتتبّع الحقائق
لا يمكن فك طلاسم هذا اللغز
ولن تستريح هذه الشخصية الاستثنائية كما يليق.
Click on any text or timestamp to jump to that moment in the video
Share:
Most transcripts ready in under 5 seconds
One-Click Copy125+ LanguagesSearch ContentJump to Timestamps
Paste YouTube URL
Enter any YouTube video link to get the full transcript
Transcript Extraction Form
Most transcripts ready in under 5 seconds
Get Our Chrome Extension
Get transcripts instantly without leaving YouTube. Install our Chrome extension for one-click access to any video's transcript directly on the watch page.